الوقاية من العنف في العلاقات الزوجيةمع الشباب والشابات
العنف في العلاقات ليس مقتصرًا على فئة عمرية معينة، لكن فئة الشباب والشابات قد تكون أكثر عرضة لعلاقات غير صحية أو عنيفة لأسباب عدة أهمها نقص الخبرة أو قلة الوعي حول العلاقات السليمة، التربية الذكورية التي تكرّس دونية المرأة وتعمّق الفجوات وعدم المساواة، وعدم وجود موازين قوة مجتمعية متكافئة بين الجنسين، إلى جانب تذويت مغلوط لمفاهيم المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التواصل السليم.. تعتبر الجهات المهنية المرافقة لشريحة الشباب احدى العناوين التي يمكنها ملاحظة علامات العنف، لذلك من المهم أن يكون على دراية بالأدوات التي تساعده في التعرف على هذه الحالات وتوجيه الأزواج للعلاج المناسب.
يهدف هذا الدليل إلى تزويد مدراء البرامج بالأدوات والإرشادات العملية التي تمكنهم من اكتشاف العلاقات العنيفة بين الشباب والشابات ضمن برامجهم، والتعامل معها بشكل مهني، بما في ذلك تقديم الدعم وتوجيه الأزواج إلى استشارة مهنية وحلول علاجية مناسبة.

إجابات على الأسئلة الشائعة
العنف في العلاقات الزوجيّة هو ظاهرة رائجة في منظومة العلاقات، وخلال سيرورة الانفصال و/أو بعدها، وفي جميع المجتمعات. يتمثّل العامل المشترك لأنواع كثيرة من العنف في العلاقات الزوجيّة في التسلّط والتخويف والإهانة، وهي تصرّفات وممارسات تضيّق الخناق على حرّيّة التصرّف واتخاذ القرارات لأحد طرفي العلاقة. يدفع المتضررون والمتضررات من العنف في العلاقات الزّوجيّة أثمانًا باهظة عائليًا ومجتمعيًا، لذا، فمن المهم جدًا تشخيص الظاهرة ومنعها. العنف في العلاقات الزوجية يمكن ان يكون جسديًا، نفسيًا، عاطفيًا أو اقتصاديًا، وقد يتخذ عدة أشكال مثل التحكم والسيطرة، الغيرة المرضية، العزل الاجتماعي، التقليل من شأن الشريك وإهانته، التهديد او الابتزاز العاطفي.
يسبب العنف في العلاقات الزوجيّة أضرارًا نفسية وجسديّة على المدى القصير والمدى الطويل، ويمس الحذر والخجل والخوف المتواصلين بتقييم الشخص لنفسه، وكذلك بصحته، كما يشوّش روتين الحياة، ويؤدي إلى ممارسات تخلق شعورًا بالوحدة، والتعب، والعجز، وفقدان مساحة الاستقلال الذاتيّ أو تقلصها، ولوم الذات، وعدم القدرة على تصور المستقبل.
كمدير/ مديرة برامج، أنتم تلعبون دورًا مهمًا في دعم الشباب الشابات في مواقف حرجة كهذه. من خلال اكتساب مهارات للكشف عن العنف في العلاقة الزوجية وتوجيه الأزواج، يمكنكم المساهمة في بناء علاقات صحية وأكثر استقرارًا لهؤلاء الشباب والشابات. الى جانب مهارات الكشف والتوجيه، يجب بناء شبكة علاقات مع الخبراء والمختصين لتلقي المساعدة الفورية عند الحاجة.
على مدير/ة البرنامج أن يكون تكون واعيًا/ة للإشارات التالية التي قد تدل على وجود عنف في العلاقة:
تغيرات مفاجئة في سلوك أو شخصية أحد الشريكين في العلاقة.
الانعزال الاجتماعي.
علامات جسدية غير مبررة.
الحديث عن خوف أو قلق غير مبرر من الشريك/ة.
العلاقة العنيفة تشمل أنماطًا مختلفة من السلوكيات التي تهدف إلى التحكم والسيطرة على الشريك. وفي الفئة العمرية من 18-25 عامًا تكون العلاقات مركبة وغير مستقرة وناتجة عن نقص الخبرة، يمكن ان يكون تمييز علاقة صحية او غير صحية صعبًا، لكن هناك عدة علامات قد تشير إلى وجود عنف في العلاقة.
- التحكم والسيطرة:
التحكم بالحياة الشخصية: أحد طرفي العلاقة يحاول التحكم بالطرف الآخر، بما في ذلك القرارات اليومية البسيطة مثل اختيار الملابس، النشاطات، الاصدقاء وحتى العمل والدراسة.
التواصل المفرط: يطلب أحد طرفي العلاقة التواصل المستمر مع الطرف الآخر من خلال الرسائل النصية ويشعر بالغضب إذا لم يتم الرد عليه فورًا.
- الغيرة والتملّك:
الغيرة المفرطة: يشعر أحد طرفي العلاقة بالغيرة بشكل غير مبرر من الأصدقاء او زملاء العمل او زملاء الدراسة او حتى افراد العائلة.
الاتهامات الكاذبة: الاتهام بالخيانة أو بالتفاعل المفرط مع الآخرين دون سبب مقنع.
- الإيذاء النفسي والعاطفي:
الإهانة: يقوم أحد طرفي العلاقة بإهانة الطرف الآخر، والسخرية منه، والتقليل من شأنه سواء فيما بينهما أو أمام الآخرين.
التلاعب النفسي: استخدام التهديدات العاطفية أو إيذاء النفس مثل “إذا تركتني، لن أتمكن من العيش بدونك” أو “أنت سبب كل مشاكلي”.
- العزل الاجتماعي:
منع أحد طرفي العلاقة من التفاعل مع الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء، وتقليص دوائر الدعم الخاصة به، مما يجعل الطرف الذي يعاني من العنف يشعر بأنه ليس هناك من يعتمد عليه.
التحكم بالحياة الاجتماعية: رفض السماح للطرف الآخر بالخروج بمفرده أو حضور فعاليات اجتماعية بدون الشريك.
- الإيذاء الجسدي أو التهديدات:
التهديد بالعنف: استخدام التهديد الجسدي لتخويف الطرف الآخر.
الإيذاء الجسدي: حتى إذا لم يكن هناك إذى واضح، فإن الدفع، الإمساك بقوة، أو أي شكل من أشكال الاعتداء الجسدي تعتبر ضوءًا أحمر.
- التحكم بالموارد المالية:
التحكم المالي: أحد طرفي العلاقة يحاول التحكم بالموارد المالية ويستغل ذلك للسيطرة على الطرف الآخر، خاصة إذا كان أحد الطرفين يعتمد ماديًا على الآخر.
- التقلبات المزاجية والتهديدات:
التقلبات المزاجية المفاجئة: الشريك يتحول فجأة من اللطف إلى الغضب أو العنف بدون سبب واضح.
التهديدات المتكررة: أحد طرفي العلاقة يهدد بالانفصال أو الإيذاء أو حتى المس بالذات لجعل الطرف الآخر يشعر بالذنب أو الخوف.
التواصل المفتوح: تشجيع الشباب والشابات على التحدث بشكل مفتوح حول علاقاتهم/ن، والتركيز على بناء الثقة والأمان في العلاقة.
التعامل الحسّاس: عند الشعور بأن هناك شيئًا غير صحيح، يجب الاستماع للشاب/ الشابة دون اصدار أحكام، والتشديد على أن يكون الحديث سريًا ومحترمًا.
طرح الأسئلة بذكاء: يمكن طرح أسئلة غير مباشرة لفتح المجال للشاب أو الشابة للتحدث عن علاقتهم.
من المهم التشديد على المضامين التالية في الحديث:
- ليس هناك عذر للعنف: لا ينبغي لأحد أن يعاني من العنف، مهما كان السبب.
- أنت لست وحدك: هناك العديد من الجمعيات وبرامج الدعم التي يمكن أن تساعدك.
- هناك أمل: من الممكن الخروج من علاقة عنيفة وبدء حياة جديدة.
تقديم النصائح لمن يعانون من علاقة عنيفة وتوجيههم للمساعدة
- احصل/ي على المساعدة: لا تخجل/ي من طلب المساعدة، تحدث/ي إلى شخص تثق/ين به، مثل صديق أو أحد أفراد العائلة أو متخصص.
- توجه/ي لجمعيات الدعم: هناك العديد من الجمعيات التي تقدم المساعدة.
- اتصل/ي بالشرطة: إذا شعرت أنك في خطر اتصل/ي بالشرطة.
- وثق/ي التصرفات العنيفة: سجل/ي أحداث العنف، بما في ذلك التواريخ والأوقات والوصف التفصيلي لما حدث.
يجب أن يكون الهدف من التدخل والتوجيه للعلاج هو تعزيز الرغبة في التغيير، سواء عن طريق تحسين العلاقة أو الانفصال الآمن. يجب التشجيع على الاستشارة في حال الشك بوجود علاقة عنيفة، ويجب تشجيع الطرف المتوجه على استشارة مختصين. وكذلك، يجب توفير قائمة بمراكز وجمعيات تقديم الدعم والمساعدة القانونية والنفسية.
الكشف عن العلاقات العنيفة يتطلب حساسية وتفهمًا، ومن المهم تعزيز الوعي بين الشباب والشابات حول العلاقات الصحية وكيفية التعامل مع الإشارات المبكرة للعنف. لبناء حوار مع الشاب والشابة لفحص ما اذا كانوا في علاقة عنيفة يجب توجيه الحوار ليمكن الشاب / الشابة من التعبير عن المشاعر والتجربة دون خوف من العواقب او الاحكام.
نصائح للمرشد:
- خلق بيئة آمنة:
ابدأ الحوار بطريقة غير رسمية وبسيطة. تأكد من أن الشاب أو الشابة يشعرون بالراحة والأمان عند التحدث معك.
استخدم لغة جسد مريحة واهتم بنبرة صوتك. تجنب أي إشارات قد تُشعرهم بأنهم محكوم عليهم أو ملامون على مواقفهم.
- طرح أسئلة مفتوحة وغير مباشرة:
بدلاً من طرح أسئلة مباشرة مثل “هل شريكك يعاملك شريكك بعنف؟” حاول استخدام أسئلة مفتوحة تساعد الشخص على التعبير عن مشاعره وتجربته دون أن يشعر بالضغط.
أمثلة على أسئلة مفتوحة:
“كيف تشعر/ تشعرين في هذه العلاقة؟ هل تشعر/ين بالراحة والحرية؟”
“كيف يتعامل شريكك معك عندما تختلفان في الرأي؟”
“هل هناك أوقات تشعر فيها بأنك لا تستطيع/ين التعبير عن نفسك بحرية؟”
“هل هناك شيء في العلاقة يجعلك تشعر/ين بعدم الأمان؟”
- الاستماع الفعال والداعم:
استمع بعناية لما يقوله الشاب أو الشابة دون مقاطعة.
استخدم العبارات التي تؤكد لهم أنك تسمع وتفهم مشاعرهم، مثل “أنا أسمعك” أو “يبدو أن هذا أمر صعب بالنسبة لك”.
تجنب إعطاء نصائح فورية أو تقديم حلول قبل أن يعبر الشخص عن كامل مشاعره وتجربته.
- التحقق من الشكوك بلطف:
إذا لاحظت علامات قد تدل على علاقة غير صحية (مثل العزل الاجتماعي أو التغيرات المفاجئة في السلوك)، يمكنك التحقق من هذه الأمور بلطف:
مثال: “لقد لاحظت أنك لم تعد تتواصل مع أصدقائك كما كنت سابقًا، هل تشعر أن هناك شيء يعيقك؟”
“هل تشعر أحيانًا بأن شريكك يحاول التحكم في قراراتك أو تصرفاتك؟”
- التعاطف وتجنب الحكم:
إذا كشف الشخص عن علامات لعلاقة عنيفة، عبّر عن تعاطفك ودعمك بدون الحكم على الشريك أو الشابة.
مثال: “يبدو أن هذا الوضع صعب للغاية. لا أحد يستحق أن يعامل بهذه الطريقة، وأنا هنا لدعمك.”
- تقديم المعلومات والتوجيه:
إذا كانت هناك مؤشرات على وجود علاقة عنيفة، قدم للشاب أو الشابة معلومات عن الخدمات المتاحة مثل مراكز الدم أو المستشارين النفسيين المتخصصين في العلاقات.
مثال: “إذا كنت تشعر بأنك بحاجة للتحدث مع شخص آخر عن هذا الأمر، هناك مراكز دعم متخصصة يمكنها مساعدتك.”
- تشجيع الشخص على اتخاذ الخطوة الأولى:
من المهم أن يشعر الشخص بأنه يملك الخيار في اتخاذ القرارات الخاصة بعلاقته. لا تضغط عليه/ا للقيام بشيء، ولكن قدم/ي الدعم اللازم اذا قرر/ت اتخاذ خطوة.
مثال: “إذا شعرت في أي وقت بأنك تريد/ين المساعدة أو تحتاج /ين للتحدث، أنا هنا لدعمك، وهناك أيضًا الكثير من الأشخاص الآخرن الذين يمكنهم مساعدتك.”
التعامل مع الطرف العنيف:
تجنب المواجهة المباشرة في الشراكة العنيفة: عدم القيام بمواجهة ر دون موافقة الطرف الذي يعاني، فقد يزيد ذلك من المخاطر.
البحث عن الدعم المهني: إذا كانت الحالة معقدة أو خطيرة، يمكنك تشجيع الشخص على البحث عن دعم متخصص.
مبادرة خطوط حمراء

من أجل خلق تغيير حقيقي في أوساط الرجال والنساء على حد سواء، وتقليص حجم ظاهرة العنف في العلاقات الزّوجيّة في المجتمع، هناك حاجة لشراكة واسعة ومتعددة القطاعات والّتي يمكنها إحداث تغيير في المنظومة.
منتدى المجتمع العربي: من نحن؟
هدف المنتدى:
طرح قضايا لها علاقة بالمجتمع العربي ومرتبطة بعمل المبادرة
العمل المشترك بين أعضاء المنتدى لبناء عمل مؤثر مجتمعيا
مساحة للتشاور والتعاون بين أعضاء المنتدى.
للتواصل مع مبادرة "خطوط حمراء" :
انضموا إلى شبكة الشركاء ومنتدى المجتمع العربي
قائمة جهات الدعم والاستشارة والمساعدة